وهو يُسطر برنامج الدورة الأولى من مهرجان المدينة فإن اتحاد جمعيات المجتمع المدني، يؤكد التزامه الأدبي والنضالي مع ساكنة المدينة والتحامه في الإرادة المحلية من أجل إبراز الطاقات والكفاءات الغرباوية ضمن مختلف المجالات وتثمين الإشرافات الثقافية والثراتية المادية واللامادية بالمنطقة، مع الوعي بضرورة الانفتاح على الأسئلة والقضايا العامة والمشترك الوطني، لكل هذه الدوافع، فدورة هذه السنة تُعتبر عرسا مدنيا تزدان به مدينتنا من خلال أوراش الفن والرياضة والموسيقى والصحة وفقرات الأطفال وندوات الثقافة والقراءة والتكريمات، هادفين إلى مقاربة تشاركية اندماجية تأخذ بعين الاعتبار شرائح وفئات المتلقين على اختلاف أذواقهم وتباين أصنافهم ، لأننا نريده مهرجان الساكنة والمدينة بامتياز.
ولا يخفى حجم التعتيم والحيف الذي تعاني منه المدينة، مع تكريس الصور النمطية حولها في الإعلام الجهوي والوطني، إذ لا يرتبط اسمها إلا مع الدلالات القدحية والسلبية، مما يلقي بعواقبه على الذهنية الغرباوية والوعي الجمعي المحلي، سيما لدى الناشئة، من هنا ينبثق وعينا في اتحاد جمعيات المجتمع المدني بضرورة أخذ زمام المبادرة وركوب غمار المحاولة لإنصاف المدينة وإبراز جوانبها وطاقاتها المشرقة ماضيا وحاضرا حتى نُقرّب الهوة الهوياتية بينها وبين ساكنتها التي آن لها أن تفخر وتعتز بمجال وجغرافيا الانتماء من دون مركبات نقص أو تعجيز نفسي، لهذا جاء اختيارنا لشعار هذه الدورة : اتحاد جمعيات المجتمع المدني رافعة أساسية في التنمية ، إذ بالانسان ومع المكوّن البشري، أولا وأساسا، يمكن بناء واقع جديد ومغاير، ويمكن آنذاك تحقيق وإنجاز التنمية المجالية المنشودة برؤية استشرافية.
في مستوى آخر، تسعى هذه المبادرة المدنية إلى تقريب وجهات نظر الفرقاء المحليين، وتجميع الإرادات النبيلة للتفكير الجدي والملتزم بحثا عن أفق جمعوي ومدني مشترك هدفه الرقي بمدينة سوق الأربعاء التي تجمعنا أجمعين بين أفضيتها وأحلامها المؤجّلة. ولعل هذا هو حافزنا على الانفتاح على كل ذوي الإرادة والرغبة لإنجاح و تطوير فكرة مهرجان المدينة ، إذ هذا هو السبيل إلى تعزيز قيم المواطنة المشتركة والتعاون لما فيه خدمة الصالح العام باعتباره الرهان الأول والمبدئي. وأمام المتطلبات المادية والإمكانات اللوجستيكية المحدودة ، فإننا نكدّ ونجتهد بكل السبل الممكنة لإنجاح وإنجاز هذه الفكرة المتطورة والجريئة، حسبُنا في ذلك قوتنا الاقتراحية والحكامة لنحقق الشيء الكثير بالشيء القليل. راجين أن تحظى هذه التجربة الأولى برضا واستحسان المواطنات والمواطنين، وأن تلقى الدعم والتشجيع الكافيين سيرا على خُطى الاستمرار ومواصلة الخطوات الدؤوبة على درب التحديات والالتزام بــــــــروح و قــــــــيم المـــــــــــواطـــنـــة.